من أدب النفس
الأدب أدبان : أدب الدرس ، وأدب النفس .
فأدب الدرس هو : علم الأدب المعروف ، وهو علم إصلاح اللسان ، والخطاب ، وإصابة مواقعه ، وتحسين ألفاظه، وصيانته عن الخطأ والخلل. أو كما يطلق عليه بعض الأدباء بأنه (التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية) وهو تعبير جميل ينقل إلينا العواطف والأحاسيس والمعاني بأسلوب خاص يختلف عن أسلوب الكلام العادي ، ويؤثر فينا بجماله وقوته وله قوالب كثيرة منها : القصيدة والقصة والمسرحية والمقالة والسيرة والخطبة . ولكل قالب قواعده الخاصة به.
أما أدب النفس فهو : اجتماع خصال الخير في العبد ، وحقيقتة استعمال الخلق الجميل ولهذا وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ووصفته عائشة رضي الله عنها بأنه ( كان خلقه القرآن )
والأدب ثلاثة أنواع : 1- أدب مع الله تعالى 2- وأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
3- وأدب مع الخلق
والأدب مع الله تعالى هو امتثال أمر الله عز وجل فلا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك وقد سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى عن أنفع الأدب ؟ فقال : التفقه في الدين والزهد في الدنيا والمعرفة بما لله عليك
والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كمال التسليم لرسول الله عليه الصلاة والسلام والانقياد لأمره وتلقى خبره بالقبول والتصديق (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترفع الآراء والأفكار ونتائجها على سنته وما جاء به ، بل سنته مقدمة متبعة وما جاء به هو الحق الذي يجب اتباعه دون غيره .
وأما الأدب مع الخلق فهو معاملتهم – على اختلاف مراتبهم – بما يليق بهم فلكل مرتبة أدب. فمع الوالدين أدب خاص فيجب احترامهما وتوقيرهما والإحسان إليهما والتأدب معهما ، ومع العالم أدب آخر يناسب مقامه ، ومع السلطان أدب يليق به ، ومع الأقران أدب يليق بهم كذلك، وهناك أدب مع الضيف ، وأدب مع كبار السن ، فاحترام ذي الشيبة المسلم من أدب الإسلام ، والتكبر على الناس واحتقارهم من صفات إبليس ، ومن تواضع لله رفعه الله تعالى ولكل حال أدب فللأكل آداب (( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )) وللشرب آداب ، ولركوب الدابة والسفر آداب ولدخول المنزل والخروج منه آداب وللنوم آداب ، ولقضاء الحاجة آداب ، وللكلام والسكوت والاستماع آداب ، الخ ... قال بعض الحكماء : الحسَن الخُلُق من نفسه في راحة ، والناس منه في سلامة والسَّيءُ الخَلُق الناس منه في بلاء وهو من نفسه في عناء )).
ولله در القائل :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
0 التعليقات:
إرسال تعليق