الاثنين، 1 أغسطس 2011

أبجديات تربوية



مفهوم التربية : التربية في اللغة تعني التنشئة والتنمية
وفي اصطلاح التربويين : هي تنمية قوى الإنسان البدنية والفكرية والخلقية تنمية متسقة متوازنة .
وهي إعداد المرء لأن يحيا حياة كاملة .

من أهداف التربية

1- إيجاد الشخصية الموجهة توجبها حسنا .
2- تحقيق الحياة الرغيدة المنظمة والمهارات اللازمة لنجاح الأعمال .
3- مراعاة حقوق الآخرين .
4- السعي لتحسين وتقوية التفكير 0
5- تحقيق الصلة الحسنة بين العبد وخالقه على ضوء الإسلام 0

من العوامل المؤثرة في التربية

1- عوامل عامة : مثل : البيئة الطبيعية والاجتماعية .
2- عوامل خاصة : وهي كل عامل مباشر يستخدم لإحداث تغييرات معينة في الفرد كالآباء والمعلمين والدعاة والإداريين ، وكذلك جميع المؤسسات التي لها علاقة مباشرة بالتربية مثل : المدارس ، وأجهزة الإعلام المتنوعة ، والأندية الثقافية والاجتماعية ، والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية ، ونحوها .

التربية واحتياجات الفرد

يجب أن تلبي التربية احتياجات الفرد وفق ما يلي :
1- التربية الجسمية : وذلك بممارسة الرياضة بأنواعها ، قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف 00 ) وفي الأثر ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) ويقول الله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة 00 )
2- وبالعناية الصحية :
وذلك بالحمية ومدافعة المرض قبل حدوثه عن طريق الاهتمام بالنظافة ، أعني نظافة الجسم ونظافة الملبس ونظافة المكان من بيت وشارع وغيره من الأماكن الخاصة والعامة ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) وقال عليه الصلاة والسلام : " وإماطة الأذى عن الطريق صدقة "
وكذلك بالاهتمام بالغذاء الصحي السليم كما قال عليه الصلاة والسلام "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا 00 )
كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الأكل المفرط الذي يؤدي إلى التخمة والمرض حيث قال عليه الصلاة والسلام :" ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه 0 فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "
وبين لنا الإسلام الطريق الصحية للشرب وذلك بعدم التنفس في الإناء ففي الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء ، وفي رواية للترمذي" نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه " كما نهانا الإسلام عن كل أكل أو شرب يؤثر في الصحة مثل أكل الخبائث التي حرمها الله تعالى من أنواع الخمور والمخدرات ونحوها قال تعالى ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) ويقول تعالى ( ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ) ويقول عز وجل ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) .
كما تكون العناية الصحية بالتداوي المشروع من الأمراض المختلفة التي تصيب الإنسان قال عليه الصلاة والسلام ( لكل داء دواء فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله عز وجل )

التربية العقلية

وتكون بالمحافظة على الجهاز العصبي المؤلف من المخ ، والمخيخ ، والنخاع المستطيل ، والحبل الشوكي ، وذلك بمراعاة القواعد الصحية التي تساعد على نمو الجسم والعقل كالتغذية المنتظمة والهواء النقي والألعاب الرياضية والتعرض لضوء الشمس والبعد عن الشهوات الدنيئة من المسكرات والمخدرات والمفترات ونحوها مما يؤثر على العقل ، كما تكون كذلك في المحافظة على الحواس كالعينين والأذنين وتنمية حواس البصر والذوق والشم ، والبعد عن كل ما يؤثر على الجهاز العصبي وعلى هذه الحواس المرتبطة به .
وبالإضافة إلى المحافظة على الجهاز العصبي والحواس المرتبطة به فإن التربية العقلية غايتها البحث عن الحق واتباعه ويتم ذلك عن طريق العلم والمعرفة والتفكر في آيات الله المنظورة والمتلوة قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ) وقال تعالى ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) .
مع ملاحظة العلاقة بين النفس والجسد وأن كلاً منهما يؤثر في الآخر غالباً : فالحزن الشديد يضعف الجسم ويسبب الخمول ، والتفكير المستمر يسبب الصداع وقد تشفي فكرة سارة عليلا ، كما تسبب فكرة أخرى سيئة مرضا ، وبالمقابل فإننا نرى الجسم يؤثر في النفس أيضاً فإن المرض الجسمي يضعف القوى العقلية ، واستنشاق الهواء الفاسد يسبب الكسل ، كما أن بعض الحميات تسبب الذهول في الذهن .

التربية الإيمانية

وهي تزكية النفس بطاعة الله تعالى وتكون بالأمور التالية :
1-تربية النفس على التوحيد والعقيدة الصحيحة ، والبعد عن الشرك بكل صوره وأشكاله قال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ) وقال تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
2-تربية النفس على المراقبة كما في الحديث " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك ... " .
3-تربية النفس وتزكيتها بأنواع العبادات التي شرعها الله تعالى للمسلم من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة . قال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) وقال عليه الصلاة والسلام ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) وقال تعالى ( خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها ) وقال عليه الصلاة والسلام ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
4-تزكية النفس بالأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة ، وتلك هي التربية الأخلاقية والسلوكية حيث وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق وذلك بقوله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) كما وصفه باللطف والأدب والرحمة حيث قال تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )
فعلى المسلم أن يتحلى بالآداب الحسنة والأخلاق الفاضلة كالحياء وحفظ السر ، والوفاء بالعهد ، وإنجاز الوعد ، وطيب الكلام ، وطلاقة الوجه عند اللقاء وغض البصر ، وحفظ الفرج ، كما أن عليه أن يبتعد عن الأخلاق السيئة كالكذب والفجور في الخصومات والغيبة والنميمة وسوء الظن بالناس وقول الزور والسب والشتم في الكلام وغير ذلك من الأخلاق الذميمة .
وعلى المسلم أن يهذب أخلاقه وذلك بأن بعالج مرض الجهل بالتعلم والبخل بالتسخي والكبر بالتواضع ومرض الشره بالكف عن المشتهى تكلفاً ، ولا بد له من الصبر ومجاهدة النفس على طاعة الله تعالى .














-------------------------------------------------------------------------------
من المراجع
منهج التربية النبوية للطفل بقلم محمد نور سويد .
كيف نربي أطفالنا تأليف محمود الاستانبولي .

خدين الجمال

الشذا مـــن شــــذاك أنـــــقى وأطــيبْ
يــا خـــدين الجمـــــال أنـــــت المُحَبَّبْ
فــــي فــــــــــؤادي مــحبـــةٌ والْتــــــياعٌ
فكأني إلـــــى الــصَّبَـــــابة أقـــــــــربْ
والــــــفراقُ الـــبغـــيضُ سُــــمٌّ زُعـــافٌ
كـــــــــيف يرضــــى مُــتَيَّــــــمٌ يتعذَّبْ
إن صــــبري عــلـــى فـــراقِــــك مُـــــرٌّ
ووصـــال الحبيـــــب أهــــوى وأرغبْ
وحــــــياتي عــــلى نُــــــجُودِكَ عِـــــــزٌّ
وممـــاتي علـــى وِهَــــــادِكَ مَــطْلَـــبْ
يا حــــبــيب الـــفؤاد رفـــقا بِــــخِــــــــلٍّ
بِــــــهواكُمْ إلــــى الإلــــه تَــــــــــقَرَّبْ
أنــــت روحــي ومــقلـــتي وحــياتــــــي
كُــــلَّ عَيـــــــنٍ ســـوى عيونكَ تنْضَبْ
وطـــني أنــــتَ جَــــنَّةٌ فـــي ثَـــراهـــــا
سلسبــيـــــلٌ العــيـــون أحـــلى وأَعْذَبْ
كـــــل وَغْـــــدٍ إلــى خَــرابك يـــــــسعى
يَتَـــحَسَّى الجـحـــــيم والصَّابَ يَشْــرَبْ
كُلَّــــنا وحــــدة وحـــرب علـــى مــــــن
جعــــلَ العنـــــفَ والـتطرفَ مَذْهَــــبْ

الثقافة والتغيير


العرب بين تغيير الثقافة وثقافة التغيير

التغيير سنة كونية وفطرة إنسانية ورغبة وجدانية دأب الإنسان منذ فجر التاريخ على حب التغيير وثقافة التغيير وسياسة التغيير فالماء الراكد يصيبه العفن ، والثقافة الجامدة يتخطاها الزمن
فبمكث الماء يبقى آسناً وسنا البدر به البدراكتمل
والعرب كغيرهم من الأمم والشعوب تأثروا وأثروا في غيرهم من النواحي الثقافية قبل الإسلام وبعده . ومن نماذج التغيير عند العرب بعد دخول الإسلام : أن الإسلام محا الخرافة واستبدل بها نور العلم ومحا الوثنية وجميع المعتقدات الباطلة وأحل محلها التوحيد الخالص ، وكان ذلك إيذاناً ببداية عصر العلم وانتهاء عصر الجهل .
وإذا كان مفهوم الثقافة الاصطلاحي عند إي جي تيلور هي : ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والعادة وكل ما يمكن أن يكتسبه الإنسان باعتباره عضواً في مجتمع .
فإننا يجب أن نكون حذرين إزاء ما يسمى بمنهج التغيير الثقافي لأن الثقافة ترتبط بالمجتمع الذي توجد فيه أي أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة الناتجة من تراثه وأدواته المادية مع وجود قدر مشترك من الثقافة العامة للمجتمع البشري كله .
وهناك ثوابت يحافظ عليها كل مجتمع ولا يمكن للمثقف أو المبدع أن يتخطاها وإن حصل أن تخطاها أحد المثقفين أو المبدعين فإن ذلك يعد خرقاً لهذه الثوابت وتعدياً على المجتمع نفسه
وهذه الثوابت هي :
1-الثوابت العقدية : والمقصود بها احترام العقيدة التي يؤمن بها المجتمع وعدم المساس بها أو تجريحها بأي شكل من الأشكال .
2-الثوابت الأخلاقية والقيمية : وهي الأخلاق التي صار عليها المجتمع وفق عقيدته وقيمه وأعرافه وتقاليده وتراثه .
3-الثوابت الوطنية والتاريخية : فلا يتعرض تراث الشعوب ولا تاريخ الأمم ونضالها لمحاولات النيل منه وعلى ذلك فإن من ثوابت المجتمعات الإسلامية العقيدة الإسلامية متمثلة في الله تعالى والقرآن الكريم والكتب السماوية والرسل جميعاً والملائكة واليوم الآخر وكل ما يمثل ثوابت العقيدة الإسلامية فلا يجوز أبداً المساس بشيء من هذه الثوابت .
أما المستقبل العربي في ظل ثقافة التغيير فإنه يخضع لنوع الثقافة التي يشملها التغيير فإذا كان التغيير حاصلاً في ثوابت المجتمع العربي كالعقيدة والأخلاق والثوابت الوطنية والتاريخية فأظن أن ذلك يعد انسلاخاً بغيضاً وتبعية مقيتة ولا يخدم الفكر العربي ولا المجتمع العربي الذي يعتز بعروبته وإسلامه . أما إذا كانت ثقافة التغيير تركز على المنتجات المادية والمظاهر الاجتماعية والحضارية والمعرفية التي لا تمس الثوابت فإن ذلك سيصنع مستقبلاً عربياً مشرقاً ومجتمعاً مستنيراً يستفيد من ثقافة الغير مع اعتزازه بثوابته الثقافية .

من أدب النفس

من أدب النفس
الأدب أدبان : أدب الدرس ، وأدب النفس .
فأدب الدرس هو : علم الأدب المعروف ، وهو علم إصلاح اللسان ، والخطاب ، وإصابة مواقعه ، وتحسين ألفاظه، وصيانته عن الخطأ والخلل. أو كما يطلق عليه بعض الأدباء بأنه (التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية) وهو تعبير جميل ينقل إلينا العواطف والأحاسيس والمعاني بأسلوب خاص يختلف عن أسلوب الكلام العادي ، ويؤثر فينا بجماله وقوته وله قوالب كثيرة منها : القصيدة والقصة والمسرحية والمقالة والسيرة والخطبة . ولكل قالب قواعده الخاصة به.
أما أدب النفس فهو : اجتماع خصال الخير في العبد ، وحقيقتة استعمال الخلق الجميل ولهذا وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ووصفته عائشة رضي الله عنها بأنه ( كان خلقه القرآن )
والأدب ثلاثة أنواع : 1- أدب مع الله تعالى 2- وأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
3- وأدب مع الخلق
والأدب مع الله تعالى هو امتثال أمر الله عز وجل فلا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك وقد سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى عن أنفع الأدب ؟ فقال : التفقه في الدين والزهد في الدنيا والمعرفة بما لله عليك
والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كمال التسليم لرسول الله عليه الصلاة والسلام والانقياد لأمره وتلقى خبره بالقبول والتصديق (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترفع الآراء والأفكار ونتائجها على سنته وما جاء به ، بل سنته مقدمة متبعة وما جاء به هو الحق الذي يجب اتباعه دون غيره .
وأما الأدب مع الخلق فهو معاملتهم – على اختلاف مراتبهم – بما يليق بهم فلكل مرتبة أدب. فمع الوالدين أدب خاص فيجب احترامهما وتوقيرهما والإحسان إليهما والتأدب معهما ، ومع العالم أدب آخر يناسب مقامه ، ومع السلطان أدب يليق به ، ومع الأقران أدب يليق بهم كذلك، وهناك أدب مع الضيف ، وأدب مع كبار السن ، فاحترام ذي الشيبة المسلم من أدب الإسلام ، والتكبر على الناس واحتقارهم من صفات إبليس ، ومن تواضع لله رفعه الله تعالى ولكل حال أدب فللأكل آداب (( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )) وللشرب آداب ، ولركوب الدابة والسفر آداب ولدخول المنزل والخروج منه آداب وللنوم آداب ، ولقضاء الحاجة آداب ، وللكلام والسكوت والاستماع آداب ، الخ ... قال بعض الحكماء : الحسَن الخُلُق من نفسه في راحة ، والناس منه في سلامة والسَّيءُ الخَلُق الناس منه في بلاء وهو من نفسه في عناء )).
ولله در القائل :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا