مواقع
أثرية في صبيا
في
صبيا عدد من المواقع الأثرية ذُكرتْ في كتب التاريخ ، وبعض تلك المواقع قد اندثر
تماما، وبعضها توجد له بقايا وآثار حتى تاريخ كتابة هذا البحث ومنها:
1-حُنْتُر
يقول
النعمان في حوادث سنة خمس وخمسين وتسعمائة 955هـ
في ثامن عشر شهر
ربيع آخر وصل إلى أبي عريش الأمير فرحات المعروف بالسكران ؛ سمي بذلك لأنه كان لا
يترك الخمر ، كان وصوله من اليمن من قبل الباشا فرحات في عساكر كثيرة من الخيل
والبنادق والرجال وكان في البلاد قبله الكاشف بيري فحاسبه الأمير السكران وتوجه
بيري إلى اليمن بعد أوفى المحاسبة ثم بعد ذلك أكثر الأمير فرحات من استعمال السُّكْر
وأكثر الغزوات والنهب وعامل الرعايا بالحبس والضرب، وتعدى على أشراف صبيا فأخذ
رعاياهم وأهواشهم وأغار عليهم غير مرة إلى بلدهم وقصد استئصال ساقتهم وتملك بلدهم
لما معه من القوة والعساكر فوقعت الفتنة بينه وبينهم.
وفيها
كانت وقعة حُنتـُر بضم الحاء المهملة وبعدها نون ثم مثناة من فوق وآخره راء على
وزن بُلبُل ، موضع قريب من قرية الحسيني أعلى وادي صبيا ، وكانت خيل الأتراك قريبا من
المائتي حصان وبندقهم قريب من ثلاثمائة ورئيس الأشراف ذلك العصر دريب بن مهارش بن
عيسى بن حسين الخواجي، فلما وصل الأتراك إلى حُنتر نشروا سنجقهم وضربوا طنابيرهم
ونقاقيرهم ولعبت خيولهم ، واجتمع مع الأشراف عوالم كثير قدر الألفين والخيل فوق
المائتين فالتقى الجمعان وضربت بنادق الأتراك والتحم القتال وكانت الهزيمة على
الأتراك واليد للأشراف وحصل قتلٌ كثير وكاد الأشراف أن يستولوا على جميع
البنادق ونهبوا من السلاح شيئا كثيرا من الدروع والجوخ والبنادق واستغنى الفقير
منهم . وحصل بعد القتل التباعد بين
الأشراف والأتراك وآل الأمر بعد هذا إلى نهب الطرقات وقطع السبل وقتل المسافرين. يقول
الشيخ / موسى إسماعيل العقيلي:"
حُنْتُر ما بين الظبية وقريتي قزع والمعترض على عدوة الوادي الجنوبية، وهناك وقعت
معركة حُنْتُر، وهي قرية قديمة اندثرت وبقي شيء من آثارها (الجرار والقلال
والأواني الفخارية على تل مرتفع جنوب الوادي"وتوجد هناك بئر تسمى بئر حنتر
1- الشيخ / موسى إسماعيل
العقيلي ( أبوحمزة) الأحد 25/ 12/ 1443هـ.
2-
المحجاة
يقول النعمان: "وبعد موقعة حنترعاد الأمير
فرحان إلى أبي عريش ورفع ذلك الأمر الجلل والخطب المفزع إلى الباشا فرحات بمدينة
زبيد وطلب من الباشا المدد بخيل وعساكر وأخبره أن أهل صبيا قد اشتدت شوكتهم
واستدعوا الأمير عبدالوهاب بن المهدي القطبي وحلفوا له على أنهم يكونون له جندا
وعسكرا ويدخلون به إلى أبي عريش ليستقل بملكه وأنه قد صار عندهم ، فلما ورد الكتاب
على الباشا جمع أرباب الحلم والعقل من عساكره واستشارهم فرجحوا له الصبر والأناة
وأنه يكاتب الأشراف ويلاحقهم ويعرفهم أن هذه الدولة القاهرة لا يقاومها أحد إلا
اغتلب ففعل ذلك فلم يرجع الأشراف عن حالهم بل صرحوا في كتبهم بخلع الطاعة ليقضي
الله أمرا كان مفعولا . فلما ورد جواب
الأشراف على الباشا جهز جيشا عظيما وأرسلهم إلى الأمير فرحات السكران وجعل رئيسهم
وسردارهم الأغا فرحات أغا الجمليات فوصلوا إلى أبي عريش يوم الثامن عشر من شهر
جمادى الآخرة وأقاموا ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع عرضهم الأغا فرحات فكانت خيلهم
ثلاثمائة وخمسين فرسا وبنادقهم ستمائة وخمسين ، وفي اليوم الخامس من وصولهم سرحوا
من أبي عريش وحطوا أثناء النهار في قرية الريان على تربة الشيخ محمد بن علي صاحب
الزهرا ( وهي الاسم القديم لقرية الريان الحالية ) ثم إنهم سروا آخر ليلة ثلاث
وعشرين في الشهر المذكور فأصبحوا في المحجاة من أعمال وادي صبيا والتقى
الجمعان هنالك ورمت البنادق كالرعود والقواصف والتحم القتال فانهزم جيش
الأتراك أيضا بقدرة الله تعالى وكانت اليد للأشراف عليهم واجتمع مع الأشراف
حوالي خمسة آلاف من الجنود وقتل من الأتراك غالب أهل البندق ونهب عليهم من السلاح
والخيول والبنادق جملة مستكثرة ، ثم إن الأشراف والأمير عبدالوهاب تبعوا الأتراك
إلى أبي عريش يقتلون من وجدوه حتى أوصلوهم مدينة أبي عريش ، وأما الأمير فرحات
فإنه لما وصل إلى أبي عريش مكسورا مهزوما حمل أثقاله وخرج بمن معه من الأتراك إلى
قلعة جازان وتديرها ثم دخل الأشراف مدينة أبي عريش وأقاموا بها . وكان بين
وقعة حُنتُر ووقعة المَحْجاة أربعة وخمسون يوما ثم إن الأمير فرحات بعد أن
تحصن في القلعة كان يغزو إلى أبي عريش ويحصل القتال ويكون سجالا حينا له وحينا
عليه ولم يزل كذلك إلى يوم الجمعة ثاني عشر شهر رجب فرتب له الأمير عبد الوهاب في
بعض الأيام خيلا فمكثوا له في طريقه وقتلوه في ذلك اليوم قبالة قرية أبي عريش من
جهة الشام ثم سحب على جمل من مقتله إلى القرية ودفن في طريق الخلق شرقي القرية.
ولم يتمكن الباحث
من معرفة موقع المحجاة.
3-قرية الراكب الأثرية
ويقول
القبي "والمعافا يسكن قرية الراكب، قرية قديمة يماني الأجعم بوادي صبيا، بها
آثار ومساكن إلى تاريخه، وكان بها العلامة مؤلف الحاشية على شرح الأزهار / أحمد بن
علي بن قاسم بن حسن بن علي بن يوسف بن غانم بن حازم بن المعافا" (1)
وللباحث الشيخ/ موسى إسماعيل محمد
العقيلي كتاب عن العلامة شمس الدين أحمد بن علي المعافا عنوانه: القولُ المعتمد في
نسبة الشمس المعافا إلى صبيا لا ضمد، (صاحب قرية الراكب المشهورة اليوم بسوق
الظبية). ذكر فيه نسبه، وميلاده، ونشأته، ونبذة عن قرية الراكب، وأشهر مشايخ الشمس
المعافا في العلم، وبعض أقرانه وتلامذته، وسبب انتقاله من قرية الراكب إلى قرية صلهبة،
كما تحدث عن مناصبه ووظائفه، ونماذج من شعره ونثره الخ. (2)
1-ينظر: محمد حيدر القبي النعمي،
الجواهر اللطاف(مخطوط) ورقة رقم 178، صورة من نسخة جامعة الملك عبد العزيز، جدة،
رقم المخطوطة 3028
2- ينظر: موسى إسماعيل محمد العقيلي،
القول المعتمد في نسبة الشمس المعافا إلى صبيا لا ضمد، الطبعة الأولى، 1443هـ=
2021م، ص 53- 152(مصفوف)
4- بيوت الأدارسة
يقول
العقيلي عن مآثر السيد محمد بن علي الإدريسي
"
في عام 38 أسس مدينة صبيا الجديدة وأطلق عليها اسم الإدريسية " (1)
ويقول عن صبيا الجديدة:" صبيا
الجديدة اختطها الإدريسي عندما رأى خطر السيول يهدد مدينة صبيا وذلك سنة 1338هـ
وأطلق عليها اسم الإدريسية، وإنما أصبحت تُعرف باسم صبيا الجديدة ولا يزال بها
أطلال قصره ومباني دوره" (2)
وفي
جولة ميدانية عصر السبت 22/ 8/ 1444هـ على بعض المواقع الأثرية في صبيا برفقة
الأستاذ/ عبدالله محمد عجيلي تم الوقوف على موقع بيوت الأدارسة الأثرية الواقعة في
صبيا الجديدة شرق حديقة صبيا العامة مباشرة، وهي حاليا محاطة بسور من جميع
الجوانب، كما لوحظ وجود بعض البيوت الأثرية خارج السور، وشمال الشارع الواقع شمال
حديقة صبيا العامة.
ويقول الباحث الأستاذ/ علي جابر شامي :"إن ما يميز مباني وقصور
الأدارسة أنها تمازج حضارات مختلفة منها المغربي والأندلسي والتهامي بطراز معماري
وهندسي مميز وفريد من نوعه في تلك الفترة، والمواد الأولية للمباني والقصور
الإدريسية وما يماثلها في تلك الفترة هي قطع كبيرة من الحجر البركاني وأخرى صغيرة
فالقطع الكبيرة توضع كأساسات للمباني والصغيرة لرفع البناء على تلك الأساسات وتجلب
من الجبال والحرات القريبة، وطوب الآجر الأحمر المحروق ويستعمل مع القطع البركانية
الصغيرة ومادة الجص وتوضع بين تلك القطع لتثبيتها صفا فوق صف والأخشاب لبناء سقوف
تلك الأبنية وعادة ما تكون من أخشاب الإثل والسدر والدوم ويفضل الدوم لقوته وطول
أخشابه وأعواد المض حيث تصف فوق تلك الأخشاب في وضع متقاطع معها، فأصبحت تلك
المباني والقصور عبارة عن تمازج فريد بديع تدل على إبداع وتفنن البنائين في تلك
الفترة" (2)
1-
ويقصد عام 1337هـ ، ينظر: العقيلي ، تاريخ المخلاف السليماني 2/ 830
2- ينظر: العقيلي المعجم الجغرافي، الطبعة
الثانية 1399هـ- 1979م دار اليمامة الرياض، ص 254
2- جريدة الوطن السعودية 23:00 الخميس
08 أبريل 2021 - 26 شعبان 1442 هـ
https://www.alwatan.com.sa/article/1073171
5- قلعة صبيا القديمة
تم
الوقوف عصر السبت 22/ 8/ 1444هـ على
قلعة صبيا القديمة الأثرية الواقعة في مدينة صبيا القديمة، ويقع جنوبها مباشرة
جامع القلعة، الذي تم بناؤه على الطراز الحديث.
يقول
الرحالة فلبي عن صبيا القديمة:" كانت البلدة القديمة التي كان يقضي الأدارسة
صيفهم فيها تقع على جانب الوادي إلى الأسفل، وكان يهددها تآكل السيول لها، وقد تم
هجرها تدريجيا في استحسان لصبيا الجديدة"
هاري
سانت جون فلبي، مرتفعات الجزيرة العربية، 2/ 868
ويقول العقيلي في وصف صبيا القديمة:"
صبيا تلك المدينة العتيدة القائمة على عدوة الوادي الذي سميت باسمه، وقد أخذت
السيول في ضرب أطرافها فأقامت الحكومة سدا من الحجارة من الناحية الشرقية والجنوب
الشرقي دفع عنها بعض الأخطار.."
1- ينظر: العقيلي المعجم الجغرافي، الطبعة الثانية 1399هـ- 1979م دار
اليمامة الرياض، ص 254
الكاتب أمام قلعة صبيا القديمة
جامع
القلعة بصبيا
وقد تم
بناؤه على الطراز الحديث
6- أبو
دنقور
كما تم الوقوف على موقع ( أبودنقور) الأثري
الواقع جنوب غرب صبيا ، وتوجد به مقبرة وبعض المباني الحديثة اليسيرة. ولم يجد
الباحث به حاليا أي بقايا للأثار القديمة.
وكتبه / محمد بن حسن أبوعقيل
الأحد 10/10/ 1444هـ